الأمر أخطر مما تتصورون../ الحسين ولد محنض

خميس, 08/05/2025 - 14:52

لقد تعودوا على بيع لحوم الجيف وتسويقها على أنها لحوم طبيعية.. وتعودوا على بيع الساندويشات والبرغر من لحوم الكلاب والقطط والحمير على أنها لحوم عادية.. وتعودوا على بيع الدجاج المحلي المسمن والملوث بالمواد الكيميائية على أنه دجاج وطني صحي مائة بالمائة.. وعلى بيع الألبان المسمنة مواشيها بالحقن والأدوية السامة.. 

تعودوا على بيع الخضروات المسقية بمياه المراحيض أو المرشوشة بالمواد السامة المخصصة للعقارب والصراصير.. وتعودوا على بيع الخضروات المعدلة جينيا والمخصصة لأغراض زراعية على أنها مواد صالحة للاستعمال.. وتعودوا على بيع الخبز المصنوع من دقيق القمح الصلب منتهي الصلاحية أو المخصص لعلف المواشي على أنه خبز طبيعي، وتعودوا على بيع سليا المخصصة للكلاب على أنها للآدميين.. وتعودوا على تحويل الراجع والفاسد من الألبان إلى ياوورات طبيعية لذيذة.. 

تعودوا على استيراد أنواع الأغذية الفاسدة والمزورة والمنتهية الصلاحية، وتغيير تواريخها وعلبها الخارجية لتبدو جديدة.. وتعودوا على استيراد كل مادة ملوثة في العالم أو رفضت الدول استقبالها وتقديمها على أنها مواد صحية.. وتعودوا على استيراد زيوت الجلود والأخشاب الضارة على أنها زيوت نباتية خالية من الكولسترول.. وتعودوا على استيراد وتسويق ماء أصفر  على أنه ماء جافيل معقم وهو في الواقع مجرد مواد كيميائية بنكهة جافيل ضارة ممزوجة بالماء.. 

تعودوا على استيراد معاجين الأسنان الملوثة، والكريمات المسرطنة المبيضة للجلد.. وتعودوا على استيراد الأدوية من الهند ونيجيريا وأنواع السوق السوداء وجعلها في علب مستوردة من الغرب، أو مكتوب عليها أنها مصنوعة في فرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا.. 

لم يتركوا أي شيء طبيعي في هذا البلد.. أسلاك الكهرباء مغشوشة، ومعرضة للتلف أو الحريق في كل لحظة، ومواسير المياه مغشوشة ومسرطنة، والإسمنت مغشوش، والحديد المسلح مغشوش، وقطع غيار السيارات مغشوشة، وقنينات المياه المعدنية مغشوشة، حتى "زازو" رغم رخصه وقلة ثمنه غشوه.. وجاؤوا على الأخضر واليابس فغشوا البحر واستنزفوه وغشوا الدولة فاستنزفوها واستنزفوا ميزانياتها بالمشاريع المغشوشة..

واليوم جاء الدور على الحبوب المهلوسة والمخدرات ليدمروا ما بقي من هذا الشعب الذي ضرب الرقم القياسي في الوفيات قبل متوسط معد الأعمار في العالم، وفي السرطانات وأمراض الكبد والكلى والقلب والشرايين، وليقضوا على عقول شبابه وأخلاقهم.. ليتحولوا إلى عصابات إجرام وسلاح وهجرة غير شرعية وحروب أهلية...

لقد تمكنوا من فعل كل هذا بشيء واحد هو محاولة نشر الرشوة وتعميم الفساد والوساطة والمحسوبية في البلد..  حتى بلغ السيل الزبى وليس هناك من حل إلا أن تقوم الدولة بمسؤولياتها كاملة من خلال:

1- حملة لا هوادة فيها على الرشوة والفساد بجميع أشكالهما بعقوبات رادعة لكل من دفع رشوة أو أخذها أو خالف القانون أو لجأ إلى الوساطة..
 
2- إنشاء فورا هيئة لمواصفات الأدوية والأغذية ومستلزمات البناء والمعدات المنزلية يعهد إليها بتطهير البلد من كل بضاعة لا تحترم المعايير، وتعاقب كل من يدخل شيئا منها إلى البلد..

3- إنفاذ القانون والنظام في البلد والمجتمع بصرامة لوقف المحسوبية والتسيب، وتزوير الشهادات والأختام، والاحتلال غير المشروع للأرض والشوارع والساحات، وفرض الانضباط واحترام القانون والنظام في كل مناحي الحياة...

تصفح أيضا...