هواجس
إن التحولات الثقافية والحضارية الكبيرة التي تسبِق الانتقال من نظام اجتماعي قديم الى نظام جديد تبدو للوهلة الأولى وكأنها ناجمة عن تغيرات سياسية، لكن دراسة أكثر دقة للأحداث تظهر أن وراء الأسباب الظاهرة يوجد سبب حقيقي هو تغيير عميق في الأفكار والعقليات.
إن التغيرات التاريخية المؤثرة والمهمة فعلا في حياة الشعوب ليست تلك التي تفاجئنا بعظمتها وعنفها، بل تلك التي تحدث في الأفكار والمفاهيم والمعتقدات والعقول.
وإذا كانت الأحداث العظيمة تظهر نادرا، فذلك لأنه لا يوجد شيء أكثر استقرارا لدى الشعوب من موروثها الفكري والثقافي.