تبدو الساحة الوطنية في بلادنا هذه الأيام كما لو كانت مشلولة، والطبقة السياسية فيها مشدوهة تنتظر من يفعل بها بدل أن تقود هي الفعل السياسي، وترمي في بركة العمل العام المتجمد ما يحركها، فبالرغم من أننا نوشك على دخول سنة الانتخابات الرئاسية الأهم في تاريخ البلاد، فإن الأطراف المختلفة ما تزال تتهيب الدخول إلى الفعل الميداني الحقيقي، وهو وضع الحصان مكانه دون تردد، لافرق في ذلك بين الأغلبية والمعارضة، فمن العجب العجاب أن تتكلس الموالاة وتبدو دون حراك ولا تنافس بين أطرها وقادتها لخلافة من أعطته عقدا من الطاعة وحرية التصرف إلى أن أضحى مغادرا بقوة الدستور، وكأن القوم جمع من زُهّاد التصوف، لا أرب لهم