شمعة أضاءت دُجُنّة ليالي المتخلفين، المتقوقعين، المشلولين داخل شبابيك نُسجت من رؤى الحمير المستنفرة والدلاء الخاوية والبئر الخربة والعمامة البالية.
شمعة علّمت الأجيال أن الانسان ليس مجرد بطن يصرخ، وأمعاء تتثاءب، ومراحيض نزورها ألف مرة كل يوم لنعيد إلى الدود ما سرقناه من فضلات وفتات..
شمعة عرفت كيف تتوهج في جنح الليل الدامس البهيم.. عرفت كيف تحترق لتضيء الدرب الخافت لألف رفيق ممّن، بعد الردة، "جمع مالاً وعدّده"، وكنَزه، وبخل به، وتباهى، وتبجح.