
ثورة انبيكت لحواش
يا أبناء هذا الوطن بكل مكوناته، من ذاق مرارة التهميش والغبن، ومن لم يذقها، ومن خُدع بالشعارات الضيقة التي تدعو إلى القبلية والمحسوبية والشرائحية، هذه كلمة صدقٍ ونداء وعيٍ ومسؤولية، نوجهها إلى كل من يؤمن بأن مستقبل موريتانيا لا يُبنى على الانقسام، بل على الوحدة والعدالة والمواطنة، وأن ما يجمعنا أعظمُ وأبقى من كل انتماء ضيق أو مصلحة عابرة.
لقد آن الأوان لأن نطوي صفحة التفرقة والغبن، وأن نرتقي إلى مستوى الدولة، دولة القانون والمؤسسات والمواطنة، التي لا تفرّق بين أبنائها إلا بما يقدمونه للوطن من إخلاصٍ وجهد.
كفانا استسلاماً لخطابات القبلية والمحسوبية والشرائحية التي مزقت نسيجنا الوطني، فموريتانيا التي نحلم بها لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها الصادقين، بعقولٍ واعية وقلوبٍ مخلصة، لا بولاءاتٍ زائفة ولا بتحالفاتٍ مصلحية.
إنني أدعوكم إلى الالتحاق بالثورة الهادئة والعميقة التي يقودها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ثورةٍ تعيد للدولة معناها، وللمواطن كرامته، وللعدالة مكانتها.
إنها ثورة وعيٍ وبناء، لا ضد أحد بل من أجل الجميع، تؤسس لتجربةٍ ديمقراطيةٍ نزيهة تُعيد الثقة بين المواطن والدولة، وتفتح الطريق أمام مستقبلٍ خالٍ من الفساد والقبلية والتهميش.
يا شباب موريتانيا الطامح ويا نخبتها الواعية، إن دعمكم الصادق لهذه الثورة الهادئة واجب وطني وأخلاقي، لأنها تمثل طريق الخلاص من دوائر التخلف والانقسام.
فالنجعل من ثورة انبيكت لحواش نقطة تحولٍ في وعينا الجمعي، وبدايةَ عهدٍ جديد من الوحدة والعدالة والمواطنة. ولنُجسِّد من خلالها مشروع فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني — مشروع الوطن الواحد، لا حلف فيه ولا طائفة، بل موريتانيا للجميع، وبالجميع، ومن أجل الجميع.
ولنبدأ أولاً بالتحرر من كل حلفٍ سياسي أو اجتماعي ضيق، وبالامتناع عن تلبية أي نداءٍ قبلي أو فئوي أو محسوبية ابتداءً من اليوم.
بهذا الوعي سنصنع موريتانيا التي نحلم بها — موريتانيا العدالة والمواطنة، موريتانيا التنمية والكرامة، موريتانيا التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والفرص والواجبات
دداهي ولد الغيلاني
نائب برلماني - نواذيبو
(بتصرف طفيف في العنوان)

